أبحثُ, الملتحين, والمنتقبات
أكتب هذا الموضوع وأنا في حالة نفسية سيئة نسبيا لذا أرجو أن يعذرني الكل إذا ماكان أسلوب تناولي للموضوع جافا بعض الشيء وقد يكون قاسيا نوعا ما
ذات مرة ركبت تاكسي لكي أقضي إحدى مشاويري الهامة ولقطع الملل بدأت بتجاذب أطراف الحديث مع السائق وبعد قليل قال لي : عارف ؟ انا ارتحت لك ..بالرغم إن معلش يعني .. ومن غير زعل ..مبحبش الناس اللي بدقن دول ولا الستات اللي بيغطوا وشهم دول ..أصل دول بيبقوا منظر عالفاضي يعني مرة مثلا ... . وينخرط الرجل في حكاية طويييييييييييييييييلة عن رجل ملتح ولديه زبيبة الصلاة في رأسه قد نصب عليه مرة أو رآه يحلف كذبا أو يحكي عن تلك المنتقبة والتي عرف بالصدفة أنها أكثر انحطاطا من أي فتاة خليعة الثياب ... إلخ من القصص التي تعطيك انطباعا عاما كونه الرجل عن الملتحين والمنتقبات أنهم إما نصابون أو متطرفون أو منافقون ومنافقات يظهرون خلاف ما يبطنون وإلى آخر ما يمكن تخيله من التهم التي تصل به إلى استنتاج أنه لا خير إلا في اتباع الأشخاص ال( عاديين ) من وجهة نظره
قد يقول البعض : ولكن هذه النماذج واقعية تماما ونراها كثيرا فالكثير من الملتحين نراهم وقد نصبوا على فلان أو علان و بعض المنتقبات هن في حقيقة الأمر أبعد ما تكون تصرفاتهم عن الالتزام . وفي الواقع إن في كل طائفة من البشر السيء والجيد ..الطيب والشرير ... المحترم والمنحط...ابن الناس وابن ال...إحم. الخلاصة ..لماذا نبحث عن الطرف الشرير والسيء في الأمر ؟ يذكرني هذا التفكير بقصة حكى عنها دكتور أحمد خالد توفيق للأديب جي دي موباسان إسمها "ذلك الخنزير موران" تحكي عن قرية كانت تتردد فيها عبارة ذلك الخنزير موران ويشيع الرضا في وجه قائل العبارة وبتتبع أصل العبارة عرف بطل القصة بأن موران هذا كان قرويا مسكينا طار صوابه عندما رأى فتاة حسناء فخطف منها قبلة على خدها وهنا ثارت القرية وانقضوا عليه واعطوه علقة ساخنة ثم رموه خارج القرية وصار هذا الشخص رمزا للمنحطين ..يقابل بطل القصة الفتاة التي أعجب بها موران بل و..إحم ...طبعا مفهوم ما معنى الإحم فتوافق وترحب بالأمر مما يعطيك رسالة واضحة (هم يشتمون موران لكي يشعروا أنهم أفضل وأكثر نبلا وأخلاقا )
و الموقف الذي مررت به مع سائق التاكسي ليس موقفا فرديا بل هو نموذج لأنني مررت بآلاف المواقف على غراره من قبل ومن بعد مما كون لدي وجهة نظر عامة ..كل هؤلاء - أو أغلبهم- يعرفون أن أغلبية هؤلاء الذين ينتقدونهم هم أفضل منهم في الواقع ولهذا فهم يفضلون تكبير حجم أخطاء هؤلاء بينما اخطائهم هم عادية فقد يقول لك أحدهم : انا جايز يشرب سجاير بس واضح قدام ربنا. ولماذا يفترض هذا الشخص أن الآخرين هم مجموعة منافقين ؟
بالرغم من كل الحديث عن أننا شعوب متدينة ونحب الدين والنبي لكن من الواضح أننا نريد دينا خاصا بنا ...دينا يتفق وأهوائنا الدنيوية
لكي ألخص ما أود النقاش عنه حتى لا يتوه البعض مني
1- هل تعتقد حقا أن الأغلبية العظمى من الملتحين والمنتقبات أو المتدينين عموما سواء كانوا ملتحين أم لا هم مجموعة منافقين ؟
2-ماهو مقياس التدين عندك؟
3-لو تعرضت لموقف ما من قبل شخص ما عادي ينتمي لطائفة رجال الأعمال مثلا أو أي طائفة أخرى يمكنك الحصول من ورائها على منافع دنيوية معينة هل ستأخذ نفس الانطباع الذي ستأخذه عن شخص متدين سواء ملتح أو غير ملتح إذا فعل معك ذات الموقف ؟
كالعادة أتوسل إليكم مش عاوز شكر من غير نقاش وإلا ....
